المغرب بلد ملتزم بمبادئه الدينية والثقافية مثل كلمة " حشومة" التي تعني عيب بمعنى جلب العار على النفس في المواقف التي تعتبر خاطئة اجتماعياً وغير مبررة ثقافياً.
على الرغم من أن الشخص الذي يقوم بأشياء حرمها الله يعتبر خطير جدا لأنه يمكن أن يؤدي به ذلك إلى اللعنة الأبدية ، إلا أن حشومة مضطرة لمواجهة ذنوب المجتمع والتعامل معها من خلال زجاج اجتماعي وثقافي.
أفضل وصف لفكرة حشومة هو أنها الشعور بالذنب الذي يفرضه المجتمع والذي ينتج عن فعل شيء يُنظر إليه على أنه خطأ.
إلحاق العار بالنفس لا يؤثر فقط على الشخص المعني أو يضر بمصداقيته في الشارع وحده.بل إنه يؤثر على أسرتهم بأكملها لدرجة أن البعض منهم ينبذ مجتمعاتهم.
ثم أنذاك يجب عليهم لتصحيح نظرة المجتمع لهم أن يذهبوا إلى أبعد الحدود مثل تقديم تبرعات خيرية كبيرة و أن يكونوا لطفاء للغاية مع الجميع لاستعادة حظوة في أعين مجتمعهم. وقد لا يتمكن البعض من الاندماج مع شعوبهم بعد ذلك.
إن امتلاك اسم جيد أو شرف أمر مهم للغاية في الثقافة المغربية ، ويحاول الجميع ألا يفقدوا ماء الوجه في أعين الناس لأن حياة المرء يمكن أن تتوقف إذا ما تم وصفها بحشومة.
على سبيل المثال ، سيكون من الصعب الحصول على وجبة لائقة في مطعم لأنه لن يتم اعطاؤك الأولوية. قد تُحرم من فرص العمل أو حتى خدمات النقل سيرفض الجميع اصطحابك معهم ؛ ستصبح في النهاية ظلًا لنفسك حيث سيتظاهر الجميع أنك غير موجود.
كل مجتمع لديه بعض المبادئ غير المعلنة والتي يلتزم بها الجميع ومقبولة ثقافياً. ومع ذلك ، فإن الخروج على خلافهم قد لا يأتي بالعديد من التداعيات كما هو الحال في المغرب لأن ارتكاب مثل هذه الأعمال المشينة تجد نفسك منبوذا من المجتمع.
في المغرب ، وهو مجتمع قائم على عيب وعار إلى حد ما ، يمكن أن تسمع طيف حشومة عند عدم احترام كبار السن او عند الثرثرة حول شخص ما ، إظهار الغضب علانية ، التدخين في الأماكن العامة ، وإنجاب الأطفال خارج إطار الزواج وغيرها من المواقف التي يكرهها المغاربة.
ونتيجة لأنه مجتمع أبوي، فعندما تصل المرأة الى مناصب عالية في العمل و في بعض الأحيان يعتبر مخجل. كما يجب على المرأة المتزوجة ألا تسافر بمفردها لأنه يجلب العار لأزواجهن.
ولكن هناك بعض الأعمال حشومة التي لا تجلب عواقب وخيمة على الجاني مثل الدوس على سجادة مضيفك بحذائك أو نفخ أنفك في الأماكن العامة.
يضمن الفهم الجاد لكيفية عمل حشومة التنشئة الاجتماعية الأكثر أمانًا وإيجابية بين المغاربة لأنها تظهر لهم الاحترام وتساعد على تكوين مهارات تواصل لفظية وغير لفظية بناءة من أجل الاندماج الفعال مع المجتمع وثقافتهم. هذا يساعد دون قصد على بناء شرف الشخص وكرامته التي يعتز بها المغاربة .
