عادات وتقاليد الزواج في جنوب السودان | منصة افريقيا الرائدة
في جنوب السودان التي يوجد بها 64 قبيلة.
تقديم الأبقار كمهر هي عادة متوارثة من الأجداد، يزيد أو يقل حسب معايير محددة لجمال المرأة على رأسها طولها وبياض أسنانها، وأن المتوسط هو دفع عدد يتراوح من 50 إلى 200 بقرة، لكن البعض يدفع 400 أو 500 بقرة كنوع من الافتخار وإظهار القدرة المادية.
هذه العادات ما زالت موجودة وبقوة في عدة قبائل كبرى، خاصة الدينكا والنوير.وتمتلك جنوب السودان أكثر من 30 مليون رأس من الأبقار والأغنام، وهو العدد الذي يزيد عن عدد سكان الدولة.
أن هناك بعض القبائل ما زالت متمسكة بصورة كاملة بهذه العادات، خاصة من أعالى النيل وحتى بحر الغزال وهم قبائل الدينكا والنوير والأنواك، وهذه العادات ربما انخفضت بعض الشيء بين المتعلمين خارج البلاد، إذ يتم حساب ثمن الأبقار ودفعها نقديا.
قبل الحرب التي شهدتها جنوب السودان سنة 2013 كان أي منزل يحتوي على 500 بقرة تقريبا.
وهناك اختلاف طفيف في عادات الزواج وكذلك معايير الجمال بين القبائل الجنوبية، حسب قبيلة الدينكا الفتاة الطويلة هي الأجمل وتستحق مهر أغلى، بينما عند بعض القبائل الأخرى تعتبر الفتاة الطويلة الممتلئة هى الأجمل، كما أن المهر أيضا يختلف من قبيلة لأخرى فهناك قبائل تقبل البقر مهرا وقبائل أخرى بالبقر والماعز.
ويبدأ المهر عند قبائل الدينكا من 150 بقرة فما فوق، بينما قبائل مثل الشلك في أعالي النيل هناك طقس شهير يعرف بـ "شام ريج" أو أكل السمك وفي هذه المناسبة تتناول الأسرتين وجبة سمك، وعند قبائل الدينكا لا يتناول أي من الأسرتين الطعام أو أي شئ في منزل الآخر لحين أداء طقس معين.
وهناك 3 طرق للزواج ، الأولى هي زواج الحب وهو ارتباط بين الطرفين، والثانية هي زواج النسب بين الأسر، والثالثة هي زواج السرقة وهو عندما يتقدم العريس ويُرفض ما يدفعه للجوء إلى سرقة البنت من أهلها، كما أن مراسم الزواج تختلف أيضا من قبيلة لأخرى، فعند قبيلة الدينكا عندما يرغب شخص الزواج يزور العائلة ولا يشرب ماء أو أي شيء يقدم وعندها إذا تكررت الزيارة تأكد أن هذا الشاب يرغب في أن يناسب تلك الأسرة.
المهر يختلف حسب جمال البنت والطول والتعليم، إذ يحدد مقدار الجمال بالأسنان ناصعة البياض واللثة السوداء والداكنة والطول، وأيضا زواج البنت الكبرى يختلف من زواج البنت الوسطى أو الصغرى كل واحدة لها مراسم مختلفة عن الأخرى، فالفتاة الكبرى تعتبر فرحة الأسرة، بينما زواج الوسطى هو أمر طبيعي، لكن الصغرى يُعطى جزءا من أبقار زواجها لوالدتها لأنها "آخر العنقود".
وإذا تقدم عريس للأخت الصغرى، ولم تكن الكبرى لم تتزوج بعد، يجب على العريس تكريم الأخت الكبرى ببقرة حتى يتم العرس أو ينتظر أن يتم زواج البنت الكبرى حتى يأخذ موافقة زواج البنت الصغرى.
وحول مراسم الزواج بعد موافقة أهل العروسين، فإن أولى هذه المراسم هو إعطاء المهر بالبقر والمحدد ويزين الثور بالسكسك -يشبه العقد حول الرقبة-، ويسلم لأهل العروس بالزغاريد والأغاني والرقصات الشعبية، والجزء الثاني تبادل الهدايا إذا التزم العريس بدفع كل المهر يتم إرجاع قصاد كل عشرة بقر بقرة، والجزء الثالث الهدايا، وهي تمثل ترابط الأسرتين مع بعضهم البعض، إذ تقوم أم العروس بإعطاء أم العريس هدية، وخالة العروس وخالة العريس تتبادلا الهداية، وغيرهم، وأخيرا الطعام.
وآخر مرحلة من مراسم الزواج، هو تسليم العروسة وتزيينها بحسب زي قبيلتها في القرى، حيث إنها تُزين بالسكسك وإكسسوارات مصنوعة من سن الفيل، ويتم تقديمها إلى بيتها ومعها رفيقاتها وترفض صديقاتها تسليها إلى عريسها بعد دفع بقرة لإنزال العروس ثم يذهبن ويتركون معها وزيرتها التي ترافقها لكي تخدمها لفترة من أسبوع أو شهر.
وتبلغ سعر البقرة في جنوب السودان حسب أقوم نحو 200 دولار للبقرة الأنثى و300 دولار قيمة الثور.