recent
أخبار ساخنة

قبيلة الهيمبا في ناميبيا: أغرب القبائل الأفريقية صامدة في وجه التكنولوجيا والمرأة كأنها هي الرجل.




شعب أو قبيلة الهيمبا هو واحد من الشعوب الرعوية الرحل، وهم مجموعة عرقية تنحدر من شعب الهيريرو الذي هاجر منذ مئات السنين من مناطق شرق إفريقيا، وبالتحديد إلى ناميبيا، تواجد القبيلة في الوقت الحالي في شمال ناميبيا، وبالتحديد في منطقة كينيني الواقعة في صحراء أوكالند، وتتحدث أوجتي هيمبا وهي إحدى لهجات الهريرو، وطبقا لأخر الإحصاءات فإن تعداد قبيلة الهيمبا يتراوح ما بني 40 إلى 50 ألف متناثرين كالبدو، حيث ينتقلون من مكان إلى آخر. آخر بحثا عنها فالكل في مظاهر حياة بدائية. وبسبب الطبيعة الصحراوية القاسية وانعزالهم شبه التام لفترات طويلة عن العالم فقد حافظ أفراد القبيلة على طريقة حياتهم التقليدية القدمية، حيث لم ينفتحوا في السابق على الغرباء إلى أنهم تحولوا في السنوات الأخيرة مقصداً للسياح الوافدين من أنحاء العالم المختلفة.


تقوم نساؤها، بجدل شعورهن بطريقة غريبة، إذ يقمن بخلط عجينة خاصة، حتى يتمكنن من إنشاء جدائل حمراء غير عادية فى شعرهم.

وأكدت صحيفة ديلى ميل البريطانية أنه على مدى أجيال، صنعت قبيلة هيمبا شبه البدوية عجينة أوتجيز، وهى مادة حمراء، لتغطية الشعر المجدول والبشرة، وتشبه الطين.

وتقوم نساء قبيلة "الهيمبا" بـ"تضفير" شعرهن وتغليفه بطبقة من الطين الأحمر المصنوع من التربة البركانية، ويستخدمن نفس الخليط فى طلاء أجسامهن،


بسبب ندرة المياه، طورت القبيلة الأصلية مادة خاصة لتنظيف بشرتها وحمايتها من أشعة الشمس، إذ يرمز اللون الأحمر إلى الأرض والدم، وهو مثالى للجمال بين القبيلة.

للشعر عند قبيلة الهيمبا أهميته الخاصة، فلكل تسريحة ولكل خصلة دلالاته وكذلك لكل عمر ولكل فترة زمنية تسريحته، فحيث إن النساء يقمن بجدل شعرهن على شكل ضفائر، ومن ثم يقمن بصبغه بالمزيج الذي يصنعونه من دهن الماعز وأكسيد الرصاص وبعض النباتات ليأخذ بذلك لوناً أحمراً ينطبق مع لون أجسادهن الحمر المصبوغة بذلك النسيج أيضاً.


وعدد هذه الضفائر التي يجدلونها تختلف باختلاف الحالة الاجتماعية لكل منهن، فحيث أن الفتاة الصغيرة غير البالغة تمتلك ضفيرتين أثنين كبيرتين تنسكبان على جبينها، ومع التقدم في العمر والوصول لسن الرشد تزداد أعدادها وتصبح أصغر، وعندما تتزوج المرأة فإنها تضع على رأسها تاج صغير مصنوع من جلد الماعز دلالة على دخولها عرش الحياة الزوجية.

في حين أن الرجل يملك قبل البلوغ ضفيرة واحدة تنسدل على الجبين، وعند بلوغه يتم توجيها بشكل منحني نحو الخلف على شكل ذيل، وعند الزواج يضع الرجل على رأسه عمامة يخبئ تحتها شعره، والرجال لا يستعملون الصبغ الذي تستعمله النساء.


تميل النساء والفتيات من الهيمبا إلى القيام بأعمال تتطلب جهدًا مكثفًا أكثر مما يقوم به الرجال والفتيان، مثل نقل المياه إلى القرية وطلاء جدران البيوت الخشبية المصنوعة من شجرة البلسم بمزيج تقليدي من مادة الشيد التي تُمزج فيها التربة الطينية الحمراء وزبل الأبقار، إلى جانب جمع الحطب والاعتناء بكروم الكالاباش الخياري المستخدمة في إنتاج وضمان إمدادات آمنة من الحليب الرائب والطهي وتقديم الوجبات، فضلًا عن أعمال حرفية مثل صنع المشغولات اليدوية والملابس والمجوهرات. تقع مسؤولية حَلْب الأبقار والماعز على النساء والفتيات. تعتني النساء والفتيات أيضًا بالأطفال، ويمكن أن تتولى امرأة أو فتاة ما رعاية أطفال امرأة أخرى. تعتمد المهام الرئيسية للرجال على تربية الماشية، إذ غالبًا ما يكون الرجال غائبين عن منزل الأسرة لفترات طويلة، بالإضافة إلى ذبح الحيوانات والبناء وعقد المجلس مع رؤساء القبائل في القرى.
يسكن أفراد الأسرة الواحدة في منزل الأبوين (أونغاندا)، وهو عبارة عن قرية صغيرة تابعة للأسرة، تتألف من دائرة من الأكواخ وملاجئ للعمال محاطة بنيران مقدسة وزريبة للماشية المقدسة. ترتبط النار والماشية ارتباطًا وثيقًا بتبجيلهما للموت، إذ تُمثل النيران المقدسة حماية الأجداد لهم، وتمثل الماشية المقدسة فكرة «العلاقات الملائمة بين الفرد وأسلافه».

يستخدم أفراد الهيمبا نظام مراعٍ متغاير الخواص يتضمن العمل في موسم الأمطار وأيضًا في موسم الجفاف. في موسم الجفاف، يتوقف العمل في المراعي الخاصة بموسم الأمطار، ما يؤدي إلى زيادة إنتاج الكتلة الحيوية في التربة بالمقارنة مع الرعي المستمر.

على الرغم من أن أغلبية أفراد قبيلة الهيمبا يعيشون نمط حياة ثقافي متميزًا في بيئتهم الريفية النائية، إلا أنهم ديناميكيون اجتماعيًا، ولا يميلون إلى العزلة عن اتجاهات الثقافات الحضرية المحلية.


author-img
Asmarpress

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent