recent
أخبار ساخنة

اكتشف القبيلة التي تستحم ببول البقر لمحاربة الأمراض والأوبئة.


قبيلة منداري يعيشون حياة بدائيه في جنوب السودان على ضفاف نهر النيل بمنطقة تسمى تركيكا بالقرب من العاصمة جوبا، ومصدر رزقهم هو الرعي والزراعة.وهي قبيلة معروفة برعيها ابقار انكولي واتوسي المعروفه بأسم "مواشي الملوك".التي تتميز بحجمها الكبير وقرونها الضخمة، والتي يمكن أن يتجاوز سعر الواحدة منها 500 دولار، وهذه الأبقار تلعب دورا مهما في التجارة بين أفراد وجماعات القبيلة، اضافة لكونها مصدرا مهما للبن الذي يعد الغذاء الرئيسي في القبيلة، كما أنها من أهم المقتنيات التي يمكن منحها في المهر عند الزواج ، وتشتهر القبيلة دائما باعتمادها بشكل أساسي على الأبقار، كوسيلة للتعامل التجاري ورفيق للحياة يحرم قتله أو التهام لحومه، بسبب أهميته الشديدة، حيث أصبحت الماشية تعامل مثل باقي أفراد القبيلة، ويمكن رؤيتها في جميع أنحاء أرض القبيلة، تتجول بحرية بجانب أصدقائها من البشر، الذين يعتبرونها من باقي أفراد أسرتهم، ويعتمدون عليها في العديد من أنشطتهم اليومية.
رجال ونساء وأطفال القبيلة تعلموا ألا يشمئزوا من الأبقار أو من أي جزء من أجزاء جسمها، أو حتى فضلاتها من الروث والبول، فالأطفال تعودوا أن يشربوا اللبن من ضرع البقرة مباشرة، بينما يعتبر الاستحمام وغسل الرأس ببول الأبقار من الطقوس المهمة، والتي تساعد على تطهير الجسد من الأمراض، حيث يجلس رجال منداري تحت تيارات من بول البقر ، والذي يعتبرونه مطهرًا طبيعيًا لمحاربة العدوى. سيؤدي ذلك أيضًا إلى تلوين شعرهم باللون البرتقالي.وذلك عن طريق مادة الأمونيا الموجودة في بول البقر لتعطي الشعر ذلك اللون البرتقالي.
يستلقي أفراد القبيلة في الشمس ويغطون جلدهم برماد روث الأبقار الذي يستخدم كدواء يقي من أشعة الشمس الحادة.ويضعون على وجوههم رماد روث الأبقار
الذي يستخدم أيضًا كمطهر من الأمراض، ويحمي الجسم من الحشرات المؤذية.
ويمكن رؤية البعض منهم ينفخون في دبر البقرة، ليستحث إنتاج اللبن في ضرعها، وفقا للمعتقدات التي توارثتها القبيلة عبر الأجيال.
يتم التعامل مع الأبقار مثل الأسرة.حيث عندما تعود الماشية الى المرعى ، فإنها تعرف بالضبط مكان أسيادها وأين يوجد منزلها، مثل غريزة الكلاب.كما تنام العائلات مع حيواناتها ، وتغسلها بالرماد وتتأكد من أن الأرض ناعمة ونظيفة بالنسبة للأبقار، وهم يشبهون لاعبي كمال الأجسام حيث يقومون بتدليك أبقارهم مرتين في اليوم،اذ يضعون الرمل على جسم البقرة ومن ثم يقومون بفرك جسد البقرة لحمايتها من الحشرات ،وهذا ما جعل الرجال يهملون زوجاتهم وأطفالهم.
يعاملون البقر معاملة رفيعة جدًا حيث تعتبر البقرة بالنسبه لهم كصديق واخ اكثر من كونها ماشية ويحرسونها ليلًا ونهارًا خوفًا من السرقة اذ انهم يموتون من دونها.
فعلاقة قبائل المندراي بأبقارهم علاقة متينة جداً، كيف لاتكون قوية وهي مصدر رزقهم وقوتهم اليومي، لذا فإن افراد هذه القبيلة يبذلون قصارى جهدهم لحمايتها وتدليلها بشكل يومي من الصباح وحتى المساء.
مع غروب الشمس كل يوم يبدا قبائل المندراي بإعادة القطيع الى مكانه، وينام افراد القبيلة جنباً الى جنب ابقارهم لحمايتها.
مهمة اطفال القبيلة هي جمع حبات الرمل على كميات ويقوم البعض الآخر منهم بحمل الرمل مع الروث وتجمع ثم تحرق، اذ ان الدخان المتصاعد في وسط القطيع يطرد الحشرات المزعجة.
يحمل العديد من الرجال في قبيلة منداري الأسلحة النارية، رغم أن القبيلة معروف عنها أنها لا تميل إلى الحرب أو القتل، والسلاح غرضه الوحيد هو حماية الأبقار الثمينة من الهجمات المحتملة للصوص، الذين زاد عددهم في الأوقات التي تلت انتهاء الحرب واستقلال جنوب السودان، نتيجة لعودة آلاف الرجل من الحرب ورغبتهم في الزواج، وعدم امتلاكهم لأي ابقار يقدمونها كمهر، وتسبب ذلك في محاولة الكثيرين سرقة الأبقار لاستخدامها كمهر للزواج.
حيث تشير التقديرات إلى أن ماشية منداري كانت ، على مر السنين ، شكلاً من أشكال العملة ورمز الحالة الاجتماعية لأفراد القبيلة .
ومنذ نهاية الحرب الأهلية ، عاد آلاف الرجال إلى جنوب السودان بحثًا عن زوجات ؛ أدى هذا إلى رفع سعر المهر ، مما جعل ماشيتهم أكثر قيمة مما أدى الى" زيادة الغارات المميتة على الماشية " ، وفقًا لتقرير ديلي ميل.
تعني الأبقار الكثير بالنسبة لهم لدرجة أنهم يستخدمون البنادق لحماية قطعانهم الكبيرة لأن البقرة أو الثور الواحد يمكن أن تبلغ قيمتها 500 دولار.


author-img
Asmarpress

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent