يبدو أن تغيير موازين القوى الدولية الذي أبدى وضوحه في الأزمة الاخيرة، اعتبر أفريقيا موقع استراتيجي لأوروبا و خاصة الدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط و المحيط الاطلنتي و أيضا تلك المتواجدة في جنوب أفريقيا.أوروبا تبدأ مواقفها بتغيير سياستها الخارجية و تعتبر أفريقيا هي المستقبل..فالتقارب الوجداني بين الدول الإفريقية ستعطيها قوة إنسانية و بالتالي الانفتاح عل العالم الذي بدأ يؤمن بضرورة التقارب نحو القارة السمراء.أيضا هناك خريجو الجامعات الإفريقية الذين يشكلون رصيدا معرفيا إضافيا في المحيط الإفريقي، فأينما يممت و جهك في البلدان الأوروبية و الأمريكية تجدهم يتقلدون أهم المناصب، و يشاركون في اتخاد القرار...أوروبا تغير سياستها ايضا تجاه الأفارقة المضطهدين و الذين يتعرضون للإنتهاكات إنسانية و اغتصاب في صفوف الفتيات، بالإضافة إلى المتجارة في البشر، و الكم الهائل من الذين يعبرون السواحل...إن معضلة إفريقيا حيرت أجيالا من السياسيين و الإقتصاديين، ذلك أنه منذ الستينيات من القرن الماضي تلقت أفريقيا مساعدات و هيبات مالية مهمة، و اليوم هي أشد فقرا.السؤال المطروح، كيف أصبحت أفريقيا فقيرة و تلتجأ الى القروض في البنك الدولي؟ سؤال يصعب على على مشاهير المفكرين الاقتصاديين الإجابة عنه، بحيث أن عجز الدول الإفريقية جعل حركة النمو الاقتصادي مشلولا.مما أدى بالعديد من الدول الى خوصصة القطاعات الحكومية و تشجيع التدبير المفوض، الأمر الذي جعل المواطن الإفريقي اكثر فقرا و جهلا...إذ أن جل الأطفال غادروا المدرسة مبكرا، و نسبة الحصول على الباكالوريا عرفت تراجعا كبيرا، مما جعل الشباب همهم الوحيد التفكير في الهجرة.
و اليوم يشهد التاريخ أن المساعدات الأجنبية المقدمة إلى أفريقيا لم تكن سوى مساعدات مشبوهة، من دول جعلت شكل التمويل تمويلا إرهابيا و اندلاع الحروب الأهلية( إثيوبيا، الصومال، السودان...) و إشعال فتيل النزاع بين الجماعات المسلحة و الحكومات على تقسيم المساعدات الأجنبية.
و على خلفية ذلك أصبح من الواضح أن المساعدات الأجنبية لم تكن سوى فيروس اقتصادي يضاهي الإيدز و الكورونا من حيث الخطورة و الهلاك.و حسب المحلل الاقتصادي السويدي فريدريك أريكسون الذي قال أن المساعدات لم تكن دواءا بل جرثومة مؤذبة.
