كوروجوتشو هي واحدة من المستوطنات العشوائية في نيروبي التي تضم حوالي 200000 شخص يعيشون في ظروف صعبة وحياة مزرية بسبب الفقر.
تُعرف المنطقة بأنها واحدة من أخطر الأحياء الفقيرة في نيروبي ، حيث يوجد بها الكثير من العصابات والجريمة والإدمان والأمراض العقلية الأخرى ، مما يجعل من الصعب على معظم الناس العيش فيها ، وخاصة بالنسبة للمرأة المسنة.
قبل بضع سنوات ، كانت هؤلاء النساء المسنات اللواتي يعشن في كوروغوتشو ضحايا للاعتداء الجنسي والاغتصاب والقتل أيضا. ودائما ما يتعرضن للهجوم ليلا ، بسبب الاعتقاد بأن "الجدات" هن عرضة للخطر وأهداف سهلة وكذلك أقل عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة.
لهذا قررت مجموعة من النساء المسنات اللواتي لديهن ما يكفي من الكفاح والشجاعة ضد هؤلاء الرجال الذين اعتدوا عليهن جنسياً.
لقد أنشأن منذ ذلك الحين مجموعة تسمى "Kickboxing Grannies of Korogocho" أو "Karate Grannies" حيث يتعلمن فنون الملاكمة وكيفية الصراخ لطلب المساعدة في جذب الجيران لإنقاذهم وتعلمن كذلك كيفية التعامل مع جميع المواقف الخطرة.
لقد علمن مجتمعهن كذلك كيفية طلب المساعدة أثناء هذه الهجمات لحماية أنفسهم وجيرانهم من البلطجية.
بياتريس نياريارا ، البالغة من العمر 74 عامًا ، هي إحدى الجدات اللواتي يترأسن تدريب "الكاراتيه".
وقالت "إنه فعل غير آمن وصعب جدا لأنه قبل أن نبدأ في جمع شمل هذه المجموعة من النساء المسنات مثلي ، اعتادت الكثير من النساء المسنات على الاغتصاب من قبل الشباب. وهذا ما قالته لشبكة ABC News: " إنهم يتعاطون المخدرات والكحول وعندما تؤثر في رؤوسهم ، لا يمكنهم التفريق بين المسنات والفتيات الصغيرات" .
"وجدنا شخصًا ما لتدريبنا. بدأنا في الكاراتيه.و بينما واصلنا التعلم والكفاح ، أدرك الشباب أننا لن نتأذى وبدأوا في دعمنا ".
العديد من أعضاء المجموعة إما ضحايا لاعتداء جنسي أو كن يعرفن شخصًا ما مقرب لهن تعرض له.
استخدمت نياريارا بالفعل مهاراتها عندما اقتحم شاب منزلها ذات ليلة.
وقالت "عندما دخل ضربته. لقد سقط على ظهره. داس على ركبتيه. وقال ، "يا جدتي - لا تقتليني".
تعرضت جين ويتيجيني ، وهي عضوة أخرى في المجموعة ، للاغتصاب الجماعي منذ أكثر من 10 سنوات بعد اختطافها من حافلة عامة.
وقالت " لقد نزعوا قميصي واغمضوا عيني. تم نقلي إلى سيارة ثانية ، ثم إلى سيارة ثالثة. وتم احتجازي لمدة ثلاثة أيام وتعرضت للاغتصاب. ويذكر ان ويتيجيني ، التي أصبحت منذ ذلك الحين مدربة بدنية لهؤلاء النساء المسنات ومستشارة لضحايا الاغتصاب .
اعتبارًا من عام 2017 ، ساعد التدريب على الدفاع عن النفس في تقليل عدد حالات الاغتصاب المبلغ عنها في كوروغوتشو بنسبة 15 في المائة ، على الرغم من وجود عدد كبير لا بأس به من الشرطة في المجتمع أكثر من ذي قبل.
قال المخرج ، برنت فوستر ، الذي ابتكر فيلمًا قصيرًا جديدًا عن النساء بعنوان "كفى: النساء المُمكَّنات في كوروغوتشو" ، في وقت التصوير ، كان هناك ما يقرب من 20 امرأة هناك بشكل منتظم.
وفي حديثه عن الأسلوب غير الرسمي للتدريب الذي مرت به هؤلاء النساء ، أوضح أن "جزءًا كبيرًا من ذلك كان تعليم مجتمعهن. على سبيل المثال ، قد يكون الرجال الذين يهاجمونهن يحملون سلاحًا ، لذلك يتعلمن ما يمكنهم فعله بشكل واقعي لحماية أنفسهن. ويتعلمن أيضًا الصراخ "لا! لا! لا! لا أريد أن أفعل أي شيء معك " لأنهم يعيشون في مثل هذا المجتمع الضيق ، فبمجرد أن يصرخن ، سيسمعهن شخص ما. الآن مجتمع اصبح اكثر استجابة لذلك. "
النساء ، بالطبع ، يشعرن بأمان أكبر الآن ، لكن هذا لا يعني أنهن ساذجات في الاعتقاد بأن كل شيء قد انتهى ، حيث لا تزال هناك هجمات على النساء الأكبر سنًا على الرغم من انخفاض الأعداد ، هذا ما قاله لـ National Geographic
